ملخصات رسائل علمية

تصور مقترح لضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت في ضوء بعض الخبرات الدولية

 

إعداد محمد هادي الشمري
المشرف أ.م.د/ رشا سعد عبدالشافي- د/ دينا ماهر عاصم
التخصص والكلية التربية المقارنة والإدارة التربوية- كلية التربية
الجامعة جامعة حلوان- مصر
نوع الرسالة ماجستير
السنة 2018
الملخص مقدمة:

حظيت عمليات إصلاح التعليم باهتمام كبير في معظم دول العالم، وحظي مصطلح ضمان الجودة بجانب كبير من هذا الاهتمام إلى الحد الذي جعل المفكرين يطلقون على هذا العصر عصر الجودة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديدة الذي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية والمحلية ومحاولة التكيف معها، فأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى ضمان الجودة والإصلاح التربوي باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، بحيث يمكن القول أن ضمان الجودة هو التحدي الحقيقي الذي سيواجه الأمم في العقود القادمة.

ويستند ضمان الجودة إلى عدد من المرتكزات أهمها: التحليل المستمر لخطوات العمل في كافة المراحل بهدف تحسينها، وتوفير التدريب للعاملين، وإشراكهم في اتخاذ القرارات من أجل المحافظة الدائمة على الجودة كما يتطلبها المستفيدون من الخدمة.

وينبع الاهتمام بضمان الجودة في المؤسسات التعليمية من النظر إلى التعليم باعتباره سلعة كغيره من السلع لا بد له أن ينافس وأن يسعى إلى إرضاء مستهلكي هذه السلعة من الطلاب والمجتمع والدولة. فالطلاب يرغبون في الحصول على أفضل المؤهلات للحصول على الفرص الوظيفية التي تزداد ندرة بازدياد عدد الخريجين وقلة فرص العمل، ويتطلع أولياء أمور الطلاب إلى أفضل تأهيل لأبنائهم، أما الدولة فترنو إلى مخرجات تعليمية متميزة تمكنها من تحقيق أهداف خططها التنموية.

مشكلة الدراسة:

يعاني نظام التعليم في الكويت من العديد من المشكلات منها ما يتعلق بالمناهج ومنها ما يتعلق بالمعلمين وبيئة العمل ومنها ما يتعلق بالإدارات التعليمية والمدرسية، بالإضافة إلى تدني مستوى خريجي هذا النظام وعدم رضا المجتمع عن الخريجين، وبالتالي فإن مشكلة التعليم في الكويت عموما تكمن في عدم جودته، فلا يزال التوجه منصبا على التوسع الكمي على حساب الاهتمام بمسائله النوعية وضبط إجراءاته في كافة المستويات إذ يغلب على التعليم التلقين والسلطوية وسيادة الطابع التقليدي وتقييد فرص الإبداع وغياب النظرة المتكاملة في تكوين الفرد وتدني مستوى التعليم ومستوى أداء العاملين.

ومن أبرز القضايا الأساسية التي يعاني منها التعليم الكويتي التي تقلل من كفايته وتحد من فعاليته تلك القضية المتعلقة بنوعيته، ذلك أن تدني مستوى نوعية التعليم أمر ذو خطورة كبيرة ليس على حاضر المجتمع فحسب، بل على مستقبله وقدرته على مواجهة الصعاب والتصدي للتحديات التي تواجهه.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التربية في دولة الكويت والمتمثلة في الإنفاق الكبير على العملية التعليمية الذي يتراوح بين (6.2: 8.3 %) من الدخل القومي، ومحاولة التعديل والتطوير بكافة مضامينها، إلا أن معظم هذه الجهود لا تأتي بنتائج إيجابية تتعلق بمخرجات العملية التعليمية، لأنها لا تكون وفق خطط إستراتيجية ونابعة من دراسات مقننة.

أسئلة الدراسة:

1.    ما الإطار الفكري لضمان جودة التعليم قبل الجامعي؟

2.    ما واقع ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت؟

3.    ما الصعوبات التي تواجه ضبط جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت؟

4.    ما خبرات بعض الدول في ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي؟

5.    ما التحليل المقارن لواقع ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في بعض الدول؟

6.    ما التصور المقترح لضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت في ضوء خبرات بعض الدول؟  

أهداف الدراسة:                  

–       التعرف على الإطار الفكري لضمان جودة التعليم والاعتماد.  

–       التعرف على واقع ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت.

–       التعرف على الصعوبات التي تواجه ضبط جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت.

–       التعرف على خبرات بعض الدول في ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي.   

–       تقديم تحليل مقارن لواقع ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في بعض الدول.

–       تقديم تصور الاستراتيجية المقترحة لضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت في ضوء خبرات بعض الدول.  

أهمية الدراسة:

تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال النقاط التالية:

·        تناول أحدث مداخل التطوير وهو مدخل ضمان الجودة التعليم. 

·        التأخر الواضح في تطبيق أساليب ضمان الجودة في المؤسسات التعليمية في دولة الكويت.

·        عدم الوعي الكافي بثقافة ضمان الجودة لدى القائمين على المؤسسات التعليمية في دولة الكويت.

·        ضعف المخرجات في المدارس الكويتية، مما يستدعي تطبيق نظم ضمان الجودة.

·        تزويد القيادات التعليمية والمدرسية في دولة الكويت بتغذية راجعة عن إمكانية تطبيق نظم ضمان الجودة في المؤسسات التعليمية.

مصطلحات الدراسة:

ضمان الجودة: تلك الأفعال المنظمة والتخطيطية والضرورية لتوافر الثقة الكافية بأن المنتج أو الخدمة سوف تسد الاحتياجات المرغوبة للجودة.

التعليم ما قبل الجامعي: هو التعليم الذي يتضمن المراحل الإلزامية الثلاث (الإبتدائي والمتوسط والثانوي) حسب النظام التعليمي في دولة الكويت.

منهج الدراسة:

اتبعت الدراسة الحالية المنهج المقارن الذي يتضمن عدداً من الخطوات تبدأ بالوصف ثم التحليل والتفسير للظواهر التربوية مع دراسة السياق الاجتماعي والتاريخي في تطور ضمان جودة التعليم المقصود بالدراسة.    

وفي إطار المنهج المقارن تستخدم الدراسة بعض إجراءات مدخل النظم لتحليل النظام موضوع الدراسة، تحليلاً نسقياً وإبراز نواحي القوة والضعف فيه وإظهار المشكلات التي يواجهها كماً ونوعاً وتصميمه مرة أخرى.     

نتائج الدراسة: كشفت الدراسة عما يلي:

1- أن ضمان جودة التعليم مسؤولية وطنية تتحمل فيها الدول تبعات وأعباء مالية وسياسية لحجم الاستثمار الكبير في هذا القطاع الحيوي، وخاصة مع ظهور ظاهرة التعليم الخاص في العقدين الأخيرين في معظم الدول العربية. ويستدعي ذلك وجود أنظمة وإجراءات تنظم وتراقب وتضمن جودة التعليم بمسؤولية وشفافية عالية المستوى, وأصبح لزاما على مؤسسات التعليم تهيئة كل الظروف لتحسين جودة خدماتها التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع من خلال عمليات التقويم والتحسين والتطوير التي تمارس بشكل مستمر ضمن مفهوم إدارة الجودة الشاملة للمؤسسة، مما ينعكس إيجاباً على جودة المؤسسة التعليمية ومخرجاتها.        

2- هناك العديد من المعوقات التي تواجه ضمان جودة التعليم قبل الجامعي في دولة الكويت, منها:  

– عدم وجود استقرار إداري بالمراكز العليا المشرفة على التعليم ومؤسساته مما يؤدي لغياب الرؤية التي تعبر عن رؤية الدولة وفرض الأشخاص وتوجهاتهم في التعليم .

– تسييس التعليم بتدخلات السياسيين لتقييد عمل التربويين المختصين .

– فقدان هيبة المعلم وغياب الدافعية لديه وغياب المساءلة على أدائه .

– ضعف مخرجات التعليم الثانوي والحاجة لرفع مستوى مخرجات التعليم العالي والجامعي.

– عدم وجود مسارات متعددة في المرحلة الثانوية .

– ضعف المهارات القيادية لدى مديري مؤسسات التعليم قبل الجامعي .

– التغير الدائم بالمناهج واختلال التوازن في المقررات الدراسية لمصلحة المواد الأدبية وتراجع المواد العلمية.

– بعض العادات والتقاليد للمجتمع الكويتي والنظرة المجتمعية للتعليم الفني، ما يحول دون الالتحاق ببعض التخصصات مثل التعليم الفني في المجال الصحي.

– وجود فجوة بين النظرية والتطبيق في مؤسسات إعداد المعلم, لذا لا بد من تعزيز الشراكة بين كليات إعداد المعلمين والمدرسة.

– وجود العديد من المعوقات التي تواجه التنمية المهنية للمعلمين. 

3- لتحقيق جودة التعليم قبل الجامعي في دولة الكويت هناك حاجة ماسة إلى ما يلي:

– الحاجة إلى مناهج تواكب القرن  الحادي والعشرين.

– وجود نظام اختبارات تقييمية يهدف إلى تحفيز المهارات العليا للتفكير .

– تطوير مبتكر لمدارس القرن الحادي والعشرين.

– تحسين الكفاءة المهنية للمعلمين .

– خلق كادر من قادة المدارس الابتكاريين .

– وضع أداة تقييم فعالة لأداء المعلمين.

– فتح مجالات الحوار المجتمعي لتطوير أهداف النظام التربوي .

– تعميم نمط العمل المشترك بين مستويات التعليم الثلاثة لتحقيق تكامل أهداف النظام التعليمي ووضع أهداف للمناهج التعليمية .

– تحديد الأهداف المرجوه من كل مرحلة تعليمية على ضوء التوجهات العالمية لتطوير التعليم واحتياجات المجتمع الكويتي .

– مراجعة المواد الدراسية من ناحية الحجم والمتطلبات الزمنية وأولويات الإضافات التعليمية للخرائط الدراسية الحالية .

– التقييم العلمي والمهني لأسس تقييم المعلمين ونظم الترقيات كأساس لبناء نظام الرخصة المهنية للتعليم .

– السعي لوضع معايير لجودة المخرجات التعليمية على مستوى المراحل الدراسية .

– شجيع دمج الأنشطة التكنولوجية بالعملية التعليمية وتقييم أوضاعها الحالية .

– رصد جوانب الضعف في نظام الإدارة التربوية الحالي، ومدى كفاءة العمليات بين وحداته.

– تطوير المواصفات العامة المستهدفة للبيئة المدرسية .

– دراسة خطط التخصيص وتقييم البدائل المطروحة بما يحافظ على وطنية النظام التعليمي وصيانة الوحدة الوطنية.

– وضع نظم لتقييم دور القطاع الخاص في العملية التعليمية .

4- قدمت الدراسة تصور مقترح لضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت في ضوء خبرات بعض الدول, في ضوء النقاط التالية:   

– نقاط القوة وجوانب القصور في واقع التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت وفقاً لنتائج الدراسة النظرية.

– أهداف التصور المقترح.

– منطلقات التصور المقترح. 

– مكونات التصور المقترح.

– آليات تنفيذ التصور المقترح.

– معوقات تنفيذ التصور المقترح.

– آليات التغلب على المعوقات.  

التوصيات والمقترحات:     

من خلال ما توصلت إليه الدراسة الحالية يوصي الباحث بما يلي:

– إجراء المزيد من البحوث حول العنصر البشري ودوره في ضمان جودة التعليم ما قبل الجامعي في دولة الكويت.

– تبني مؤسسات التعليم قبل الجامعي في دولة الكويت فكرة تطبيق معايير ضمان جودة التعليم.

– تصميم برامج لضمان جودة التعليم قبل الجامعي تتوافق مع البيئة الكويتية، وربط مفهوم الجودة بالتوجيهات الإسلامية السامية بالقرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة على ضرورة إتقان العمل وتجويده.

– تنمية ثقافة الجودة داخل مؤسسات التعليم قبل الجامعي والبدء بتدريس مفاهيم الجودة في المراحل النهائية للتعليم الثانوي والجامعي مع تكثيف ذلك فى كليات التربية.

– إنشاء وحدات خاصة لضمان الجودة في وزارة التربية وإدخالها ضمن الهيكل التنظيمي لها, تكون مهمتها الإشراف على تطبيق أساليب ومبادئ الجودة وتقديم المساعدة الفنية للمؤسسات التعليمية لتحقق أهدافها.  

– إنشاء قاعدة معلوماتية تمكن صانعي القرار في المستويات الإدارية المختلفة من رسم رؤية مستقبلية توجه الجودة وتعمل على تحقيقها في مؤسسات التعليم قبل الجامعي. 

– العناية باختيار القيادات الإدارية الفاعلة سواء على مستوى الإدارات العليا والمتوسطة والتنفيذية في التعليم قبل الجامعي على أن يكون وفقًا لمعايير موضوعية علمية وإدارية, بحيث تصبح تلك القيادات من العوامل التي تسهم في إنجاح أي تغيير تربوي.

مقالات ذات صله

فاعلية برنامج توعوي لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في الفصول الدراسية من قبل معلمي المرحلة المتوسطة بدولة الكويت

سمير على

فاعلية استخدام التعليم المتمايز في اكتساب مفاهيم الرياضيات للصف الثالث في المرحلة الابتدائية

admin

متطلبات تطبيق الإدارة الإستراتيجية في إدارة مدارس المرحلة المتوسطة في دولة الكويت كمدخل للإصلاح

admin